منتديات طلبة فلسفة بوزريعة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات طلبة فلسفة بوزريعة

مرحبا بكم في منتديات طلبة بوزريعة للعلوم الاجتماعية والانسانية قسم الفلسفة خاصة

منتديات طلبة بوزريعة منتدى حواري ترفيهي يقدم يد المساعدة لكل الطلبة .................زريارتكم تشرفنا

2 مشترك

    ما بعد الحداثة - حالة نيتشه -7-

    المدير العام
    المدير العام
    Admin


    عدد المساهمات : 190
    نقاط : 425
    تاريخ التسجيل : 16/01/2010

    ما بعد الحداثة - حالة نيتشه -7- Empty ما بعد الحداثة - حالة نيتشه -7-

    مُساهمة من طرف المدير العام الإثنين مارس 15, 2010 12:29 pm



    ما بعد الحداثة - حالة نيتشه -7-

    أهلا بالأصدقاء
    نواصل رحلتنا مع نيتشة، بعد غيبة قصيرة، وتتعلق الحلقة السابعة بالأخلاق عند اللاأخلاقي.

    ******

    II – ما وراء الخير والشر: أخلاق اللاأخلاقي أو عبادة "الأسلوب العظيم"

    عندما نريد البحث عن أخلاق عند نيتشه، لا شك أننا واقعون في معضلة؛ كما كان الأمر في بحثنا عن "نظريته". تذكّرْ أننا تحدثنا عن الكيفية التي يرفض بها ، وبشدة، كل مشروع لتحسين العالم. وعلى أي حال، فكل واحد يعرف، حتى ولو لم يكن قارئا جيدا لمؤلفات نيتشه، أنه عرّف نفسه دوما بـ "اللاأخلاقي" بامتياز، وأنه لم يكف عن مهاجمة الإحسان والرأفة والإيثار، في جميع صورها المسيحية وغير المسيحية.
    يكره نيتشه، كما قلت لك، مفهوم المثال؛ وهو من بين أولئك الذين لا يكظمون غيظهم أمام أولى المشاريع الإنسانية الحديثة ، والتي لا يرى فيها سوى آثار بليدة للمسيحية.
    " أن تنادي بحب الإنسانية قاطبة، هو أن تمنح، على المستوى العملي، الأفضلية لكل عليل يعاني ويتألم، و لكل وافد غير مرغوب فيه، ولكل منحط، (...).لابد، من أجل النوع الإنساني، من إبادة الوافد غير المرغوب فيه، والهزيل ، والمنحط" .(إرادة القوة. فق. 151)
    بصراحة، كثيرا ما كان يتحول ميله لكراهية الإحسان، بل واشتهاهه للمصائب، ، إلى نوع من الهذيان. فحسب أقربائه، أنه لم يتمكن من كتم فرحته، عندما سمع بزلزال ضرب مدينة نيس، وحطم بعض الدور فيها، تلك المدينة التي كان يطيب له المقام بها. لكن، وا حسرتاه، المصيبة كانت أقل مما كان متوقعا. ولحسن الحظ،، أنه خلال بعض الوقت، استعاد فرحته ، عندما علم بثوران بركاني أتى على جزيرة جاوا :
    " سيقول لصديقه لانزْكي : لقد أُزهقت أرواح مائتي ألف نسمة دفعة واحدة. يا لها من روعة ! كان ينبغي ، الانهيار الكلي لمدينة نيس ولقاطنيها..." .
    إذن ، أليس ادعاء الحديث عن "أخلاق عند نيتشه" نوعا من العبث؟ فضلا عن ذلك، ماذا يمكنه أن يقدم في هذا المجال؟ إذا كانت الحياة ليست سوى نسيج من القوى العمياء والممزقة؛ وإذا كانت أحكامنا القيمية مجرد نتاج غالبا ما يؤول إلى زوال، بيد أن ليس لها من دلالة سوى تلك التي تدل على حالاتنا الحيوية؛ إذن، هل من جدوى أن نتوقع من نيتشه أدنى اعتبار للأخلاق؟
    الحقيقة أنه أخذ بلب بعض النيتشويين اليساريين ، ومن الغرابة أن مثل هؤلاء قد جعلوه أكثر مرضا مما كان عليه من مرض ، ولا زالوا متواجدين إلى اليوم. لقد وقفوا ، وبصورة مبتذلة، عند البرهنة التالية: إذا كانت من بين كل القوى الحيوية، بعضها ارتكاسية "قمعية" ، في حين أن البعض الآخر فاعلة "تحريرية"، ألا ينبغي ، بكل بساطة، إعدام الأولى لصالح الثانية؟ ألا ينبغي الإعلان ، أخيرا،عن أن كل القيم باعتبارها كذلك ، هي للتحريم، وأن الأخلاق البورجوازية ليست سوى اختراع من طرف القساوسة، وذلك حتى تتحرر أخيرا الدوافع الغريزية المراهن عليها في الفن، ويتحرر الجسد والحساسية؟
    لقد صدّقوا تلك الأطروحة.. بل يبدو أن هناك من لا زال يؤمن بها. ففي خضم احتجاجات سنوات الستين من القرن الماضي ، أراد البعض قراءة نيتشه في هذا الاتجاه ، كمتمرد وفوضوي، ورسول الإباحية والتحرر الجنسي، وانعتاق الجسد...
    لكيلا نُسيء فهم نيتشه، يكفي أن نقرأه لنلاحظ أن تلك الأطروحة ليست فحسب عبثية، وإنما هي تأتي على النقيض تماما لكل ما آمن به؛ أن يكون كل شيء سوى أن يكون فوضويا. هذا ما لا يكف عن إثباته بوضوح وجلاء؛ ومن بين الشواهد على ذلك، هذه الفقرة من كتاب "أفول الأصنام" (فق34)
    "عندما يطالب الفوضوي، وبسخط حانق، باعتباره الناطق باسم الطبقات الاجتماعية المنحطة، "بالحق" و"العدل" و "الحق في المساواة"، فإنه يجد نفسه واقعا تحت ضغط جهله الخاص، الذي يجعله لا يفهم في العمق لماذا يعاني، وما يفتقر إليه في الحياة... إن لديه غريزة العلية التي تدفعه إلى التفكير الاستدلالي: إذا وُجد في حالة عسر، فينبغي أن يكون ذلك راجعا إلى خطأ الغير... هذا "السخط الحانق" نفسه يريحه، إنه لذة حقيقية بالنسبة لشيطان بائس من أن يتمكن من الشتم، حيث يجد فيه بعضا من نشوة القوة".
    يمكن أن نعترض على هذا التحليل.. إلا أنه لا يمكن أن نحمِّل نيتشه شهوة الإباحية وسخط الشباب ل"مايو 68" الذي اعتبر، بدون أدنى شك، وليد ما سمي "بإيديولوجية القطيع"... أكيد أنه يمكن أن نناقش كل ذلك. وفي جميع الحالات، لا يمكن أن ننكر الاشمئزاز الواضح من أي شكل من أشكال الإيديولوجيا الثورية، سواء تعلقت بالاشتراكية أو الشيوعية أو الفوضوية.
    فضلا عن ذلك، ومما لاشك فيه، أن مجرد فكرة الإباحية الجنسية، كانت تجعل نيتشه في حالة غيظ شديد. ومن البديهي في نظره، أن على الفنان الحقيقي، أو الكاتب الجدير بهذا اللقب، قبل كل شيء، أن يحافظ على نفسه. وحسب موضوعة " فسيولوجية الفن" التي أشبعها تحليلا في شذراته المشهورة ، يقول: "العفة هي ذخيرة الفنان" عليه أن يمارسها باستمرار، إذ "أن القوة التي تصرف في الإبداع الفني، هي نفسها التي تصرف في العلاقة الجنسية". عدا هذا، لم يكن نيتشه قاسيا في كلامه على تدفق العواطف التي اتسمت بها الحياة العصرية، مذ أن بلغت الرومانسية، في نظره، الذروة المشئومة .
    إذن، ينبغي قراءة نيتشه قبل الحديث عنه أو تقويله بما لم يقله.
    علاوة على هذا، لو أردنا أن نفهم نيتشه، علينا أن نضيف هذه الفكرة التي ينبغي أن تكون بديهية بالنسبة لقارئ حقيقي، وهي: كل موقف "أخلاقي" يقوم على رفض جزء من القوى الحيوية، ولتكن القوى الارتكاسية لصالح مظهر آخر للحياة، وليكن الأكثر "فاعلية"، فإنه سيسقط ، بفعل الرفض نفسه، في أجلى الارتكاس ! ومن الواضح أن هذه الفكرة ليست نتيجة مباشرة للتعريف النيتشوي للقوى الارتكاسية فحسب ، كقوى تتسم بالبتر والإخصاء، وإنما هي كذلك أطروحته الواضحة والثابتة، كما يشهد على ذلك، هذه الفقرة الحاسمة والبيّنة من كتاب " إنساني مفرط في الإنسانية "( ج1 ، فق 276).
    " لنفرض أن شخصا يهيم في عشق الفنون التشكيلية أو الموسيقى، ثم انساق وراء الروح العلمية [ افتتن بوجهي القوى الفاعلة و الارتكاسية]، ولاحظ أنه من المستحيل أن يرفع هذا التناقض، بإعدام إحداهما وتحرير الأخرى تحريرا تاما: لم يبق له سوى أن يجعل من نفسه بناء ثقافيا، يكون من الاتساع ما يجعل إمكانية تساكن القوتين فيه،ولو في أقصى طرفيه، في حين تجد بينهما القوى التصالحية موقعها، بشرط أن تتوفر على قوة متفوقة ، من أجل أن تذلل الصعاب في حالة ما إذا وقع الصراع بينهما".
    هذا التصالح والتآلف، في نظر نيتشه، هو المثال الجديد، المثال المقبول أخيرا، لأنه، وعلى خلاف المثالات الأخرى، ليس مزيفا ، خارجا عن الحياة، بل بالعكس، إنه مرتبط بها أشد الارتباط. وهذا ما يسميه بـ "العظمة"- وهي كلمة أساسية عنده-. إن علامة «عظمة المعمار"، ذاك الذي تبلغ فيها القوى الحيوية بنفس الاندفاع، أكبر "شدة" وكثافة، وفي نفس الآن أروع أناقة، لأنها صارت منسجمة ومرتبة. وبهذا الانسجام والتراتب وحدهما ، لكل القوى بما فيها الارتكاسية، تنمو القوة وتزدهر، ويتم الكف عن التنقيص من الحياة أو إضعافها وبترها. وهكذا، فكل الحضارات الكبرى، سواء فكّرنا فيها على المستوى الانفرادي أو على مستوى الثقافات، " قامت على إجبار القوى المتعارضة على التفاهم، بواسطة ائتلاف شديد للقوى الأخرى غير القابلة للتوافق، دون أن تُخنعها أو تكبلها بالسلاسل"
    إلى من يتساءلون عن "أخلاق نيتشه" ، هاهو جواب ممكن: الحياة الطيبة، هي الحياة الأكثر شدة وكثافة، لأنها الأكثر تناغما ، والأكثر أناقة ( بالمعنى الذي يقال عن برهنة رياضية، خالية من الالتواءات غير المفيدة، وإضاعة الطاقة بدون جدوى)،بمعنى ، الحياة التي تكون فيها القوى الحيوية، وبدلا من أن تتعارض وتتمزق وتتحارب فيما بينها، وبالتالي تتجمد،أو ينهك بعضها البعض، فإنها تتعاون ، وذلك بطبيعة الحال تحت إشراف القوى الفاعلة بدل الارتكاسية.
    هذا هو "الأسلوب العظيم" حسب نيتشه.

    (يتبع)
    avatar
    selmaphilo


    عدد المساهمات : 2
    نقاط : 2
    تاريخ التسجيل : 11/09/2011
    العمر : 38

    ما بعد الحداثة - حالة نيتشه -7- Empty رد: ما بعد الحداثة - حالة نيتشه -7-

    مُساهمة من طرف selmaphilo الثلاثاء سبتمبر 13, 2011 2:42 am

    السلام عليكم ان مسرورة بهذا المنتدى.ووواريد المساعدةانا طالبة سنة 3فلسفة واتخصص هذه السنة ولا اعلم احسن تخصص فلسفة اخلاق ام فلسفة سياسية.لا اريد ان اجد صعوبة في المستقبل اذا اخترت اختصاص لا اجد فيه مراجع و مصادر في التخرج او الماجستار....تحياتي

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 12:33 am