منتديات طلبة فلسفة بوزريعة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات طلبة فلسفة بوزريعة

مرحبا بكم في منتديات طلبة بوزريعة للعلوم الاجتماعية والانسانية قسم الفلسفة خاصة

منتديات طلبة بوزريعة منتدى حواري ترفيهي يقدم يد المساعدة لكل الطلبة .................زريارتكم تشرفنا

2 مشترك

    الهرمنيوتيقا:المفهوم و التطور التاريخي

    المدير العام
    المدير العام
    Admin


    عدد المساهمات : 190
    نقاط : 425
    تاريخ التسجيل : 16/01/2010

    الهرمنيوتيقا:المفهوم و التطور التاريخي Empty الهرمنيوتيقا:المفهوم و التطور التاريخي

    مُساهمة من طرف المدير العام الإثنين مارس 15, 2010 1:05 pm

    الهرمنيوطيقا :المفهوم والمسار التاريخي
    كلمة "هرمنيوطيقا" كلمة يونانية مشتقة من كلمة "هرمس" hermes اليونانية ، رسول الآلهة الذي يتولى نقل التعاليم الإلهية للبشر فمهمته هي التقريب بين العالمين ، الإلهي و البشري ( المفسر أو الشارح ) كما تتضمن كلمة hermeneutike في اشتقاقها اللغوي كلمة techne التي تحيل إلى الفن ، بمعنى الاستعمال التقني لآليات ووسائل لغوية و
    منطقية و تصويرية و رمزية و استعارية ، وبما أن الفن كآلية لا ينفك عن الغائية فإن الهدف الذي لأجله تجند هذه الوسائل و الآليات هو الكشف عن حقيقة شيء ما ، و تنطبق جملة هذه الوسائل على النصوص قصد تحليلها و تفسيرها و إبراز القيم التي تختزنها و المعايير و الغايات التي تحيل إليها و عليه تعني الهرمنيوطيقا فن تأويل و تفسير و ترجمة النصوص .
    ترتبط الهرمنيوطيقا عند أرسطو " peri hermenias " بفن القواعد المنطقية الذي يبحث البنيات المنطقية للوغوس " logos " أما في نظر أفلاطون فترتبط بفن تفسير إرادة الآلهة ، إذ يصف الشعراء بأنهم "مفسري الله " ، و من هنا فالهرمنيوطيقا عند اليونان تدل على : المفسر و المؤول و المترجم .

    1-مرحلة الهرمنيوطيقا الكلاسكية :

    بدأت الهرمنيوطيقا طريقها داخل دوائر الدراسات اللاهوتية العامة كجهاز من القواعد و المعايير التي يجب أن يتبعها المفسر لفهم النص الديني (الكتاب المقدس ) مع وجود نوعين من الهرمنيوطيقا : هرمنيوطيقا الإيمان و هرمنيوطيقا الشك –الأولى تقرأ النص (الإنجيل ) بعيون الإيمان و هي القراءة التي هيمنت لفترة لا تقل عن 1500 سنة من تاريخ المسيحية ، أما الثانية فهي تنطلق من قراءته بحذر و حتى بشك أي الاهتداء بنور العقل أو الدليل التاريخي ، و قد تأسست مدرستين هرمنيوطقيتين داخل الكنيسة :
    مدرسة الإسكندرية و كانت مهتمه بالقراءة الرمزية و المجازية للنص المقدس .
    مدرسة أنطاكية (مدينة يهودية )اهتمت بالقراءة الحرفية للنص.
    و قد ساهم القديس اوغسطينونس(354- 430 )في تطوير الهرمنيوطيقا في كتابه "حول العقيدة المسيحية " بنظريته في الإشارات أو السيميائيات أي قراءة الكلمات كعلامات تشير إلى المدلول الذي لا يجب إن يختلط مع الشيء الذي يشير إليه . و عموما فإن الهرمنيوطيقا نشأت في أحضان اللاهوت المسيحي لتفسير النص الديني خصوصا بعد أن طرحت مجموعة من القضايا المشكلة المتعلقة بالإنجيل،هذه المشكلات تتلخص في :
    تثبيت الإنجيل المنقول شفويا عن طريق الكتابة.
    تعريف العلاقة بين العهد القديم و العهد الجديد.
    التباعد اللغوي بين العهد القديم و العهد الجديد.
    التباعد اللغوي بين الكلمة في أصل وضعها و الاستعمال الجديد .
    الاعتقاد في وجود معنى خفي وراء المعنى السطحي .
    انعدام الثقة في القراءة الوحيدة للإنجيل .
    هذه العوامل أدت إلى ظهور الإصلاح الديني وانتشار الفكر البروتستانتي و أدت إلى ضعف العلاقة بكنيسة روما وذلك شعورا بضرورة إيجاد منهج يتضمن قواعد لتفسير الكتاب المقدس . و أول كتاب في هذا المجال اسمه "الهرمنيوطيقا " لدان هاور طبع سنة 1654فيه قواعد تفسير الكتاب المقدس حيث وجد في حركة الإصلاح الديني التي أسسها "مارتن لوثر " الركيزة الأساسية في دعوته لإرساء القواعد اللازمة للتفسير الصحيح للكتاب المقدس .
    2-مرحلة الهرمنيوطيقا الرومانسية :
    ظلت الهرمنيوطيقا آلية "داخلدينية" لدى اللاهوت البروتستانتي لمدة من الزمن حتى جاء المفكر الألماني الشهير "شلاير ماخر "(1768-1834) الذي نقل المصطلح من دائرة الاستخدام اللاهوتي ليكون علما و دربة لعملية الفهم و شروطها في تحليل النصوص .
    ومحتوى نظرية هذا المفكر قائمة على أساس أن النص هو وسيط لغوي ينقل فكر المؤلف إلى القارئ وبالتالي فهو يشير في جانبه اللغوي إلى اللغة بكاملها ،وفي جانبه النفسي إلى الفكر الذاتي لمبدعه والعلاقة جدلية صرف.وأنه كلما تقدم النص في الزمن صار غامضا ،وصرنا أقرب إلى سوء الفهم ،وعلى ذلك لا بد من قيام علم يعصم القارئ من سوء الفهم مهما تقدم النص في الزمن لذا يؤسس "شلايرماخر " الفهم على تصور جانبي النص : اللغوي و النفسي اللغوي موضوعي مشترك يجعل الفهم ممكنا ، و النفسي ذاتي يعكس تجربة المؤلف الذي يسعى القارئ إلى إعادة بنائها أي بناء تاريخية موضوعية للنص و على القارئ أن يمتلك ملكتي الحدس و التنبؤ حتى يكتشفا أبعاد النص ، و الدائرة الهرمنيوطيقية عنده هي الانتقال من التخمين عند المعنى الكلي إلى تحليل أجزائه عبر علاقتها بالكل يعقب ذلك العودة إلى تعديل فهم الكل .(يحول القارئ نفسه إلى كاتب ) غير أن أهم مؤاخذة على هذه النظرية هي مطالبة القارئ بإبعاد ذاته و افقه الراهن ، حالا نفسه محل المؤلف و هنا عين رومانسية شلايرماخر و التي سيحاول دلتاي تجاوزها .
    سعى دلتاي 1833- 1911 لإيجاد منهج ملائم للفهم في مجال العلوم الإنسانية بسعيه لإقامة العلوم الإنسانية على أساس منهجي مخالف للعلوم الطبيعية ، مركزا على أن مادة العلوم الإنسانية معطاة (العقول البشرية ) و عليه فالعالم الإنساني يجد مفتاح العالم في نفسه و ليس في خارجها و منه قيام العلوم الإنسانية على التجربة الذاتية مقابل التجربة في العالم الخارجي بالنسبة للعلوم الطبيعية . "نحن نفسر الطبيعية أما الإنسان علينا أن نفهمه" والتجربة الذاتية شرط ضروري لا يمكن تجاوزه لأي معرفة ما دام أن هناك مشتركا بين الآحاد من البشر ، فيصبح من المتيسر الإدراك الموضوعي خارج الذات ، هذا الفهم المؤسس على التجربة الذاتية و قراءتها كما الشيء الموضوعي راجع للتعبير سواء كان في سلوك اجتماعي أو نص مكتوب (الخبرة – التعبير – الفهم ) . ( الحياة تفهم الحياة ) إذن دلتاي يقيم تمييزا واضحا بين التفسير و الفهم ( التأويل ) ، فالتأويل حالة جزئية من الفهم .


    3- الهرمنيوطيقا الفلسفية : من الابستمولوجيا الى الانطولوجيا .
    مع هيدغر (1889-1976 ) في مؤلفه "الوجود و الزمان " انتقل البحث الهرمنيوطيقي من المجال الابستمولوجي الى المجال الانطولوجي ، الانتقال من البحث عن منهج للفهم إلى البحث عن معنى الفهم و حقيقته متأثرا بمبدأ "دلتاي " فهم الحياة من خلال الحياة ذاتها ، و معتمدا على المنهج الفينومينولوجي " لهوسرل " الداعي إلى العودة للأشياء في ذاتها ( تجاوز التصورات الميتافيزيقية ) إذ اعتبر هيدغر أن الوجود كما يكشف عن نفسه في الخبرة المعاشة هو السجين المحجوب الذي يجب إطلاق سراحه ، و الفهم عنده هو قدرة المرء على إدراك ممكنات وجوده ضمن سياق العالم الحياتي الذي وجد فيه ، فالفهم ليس موهة خاصة أو قدرة معينة على الشعور بموقف شخص آخر . " إن الفهم ليس شيئا نمتلكه ، بل هو شيء نكونه ، الفهم شكل من أشكال الوجود في العالم ( الدازاين ) " و الفهم أساس اللغة و التأويل هو إظهار الفهم و التصريح به ، و من هنا فالهرمنيوطيقا تأخذ بعدا انطولوجيا .
    avatar
    samir1988


    عدد المساهمات : 1
    نقاط : 1
    تاريخ التسجيل : 10/10/2013
    العمر : 35

    الهرمنيوتيقا:المفهوم و التطور التاريخي Empty رد: الهرمنيوتيقا:المفهوم و التطور التاريخي

    مُساهمة من طرف samir1988 الجمعة أكتوبر 11, 2013 12:15 am

    شكرا شكرا شكرا

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 1:07 am