منتديات طلبة فلسفة بوزريعة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات طلبة فلسفة بوزريعة

مرحبا بكم في منتديات طلبة بوزريعة للعلوم الاجتماعية والانسانية قسم الفلسفة خاصة

منتديات طلبة بوزريعة منتدى حواري ترفيهي يقدم يد المساعدة لكل الطلبة .................زريارتكم تشرفنا

    مابعد الحداثة- حالة نيتشه -9-

    المدير العام
    المدير العام
    Admin


    عدد المساهمات : 190
    نقاط : 425
    تاريخ التسجيل : 16/01/2010

    مابعد الحداثة- حالة نيتشه -9- Empty مابعد الحداثة- حالة نيتشه -9-

    مُساهمة من طرف المدير العام الإثنين مارس 15, 2010 12:32 pm


    مابعد الحداثة- حالة نيتشه -9-

    أهلا بالأصدقاء
    يبدو لي أن هذه السلسلة قد طولت بعض الشيء، وأن عدد قرائها يتضاءل، لذلك سأعمل بنصيحة أحد الحكماء: "من لم ينشط لحديثك، فارفع عنه مؤنة الاستماع منك". وربما ستكون هذه هي الحلقة الأخيرة أو ما قبل الأخيرة.

    *********

    إرادة القوة باعتبارها الماهية العميقة للوجود

    الدلالة الصحيحة والخاطئة لمفهوم "إرادة القوة"


    يعتبر مفهوم "إرادة القوة" مفهوما مركزيا، بحيث لم يتردد نيتشه من وضعه في قلب تعريفه للواقع، والحد الأخير لما أسميناه "أنطلوجيته"، أو كما يعبر عنه في حالات عدة بأنه " الماهية الأكثر عمقا للوجود".
    ينبغي أن نتجنب سوء فهم كبير بقدر ما هو متكرر، وهو: أنه لا علاقة لإرادة القوة بنشوة السلطة، ولا بالرغبة في احتلال مكانة "مهمة". إنها تتعلق بشيء آخر غير ذاك. إنها الإرادة التي تود الشدة والكثافة، وتتجنب التمزقات الداخلية بأي ثمن، والتي تَحدََّثْنا عنها، تلك التمزقات التي تضعفنا ، مدام أن القوى ينفي بعضها البعض، إلى درجة أن الحياة فينا تضعف وتقل.
    الإرادة إذن، ليست للغزو، وللحصول على الثروة والسلطة، وإنما هي الرغبة العميقة في حياة أقصى شدة وكثافة، حياة لم تعد فقيرة وضعيفة لأنها ممزقة، بل بالعكس، حياة أكثر كثافة وحيوية ممكنة.
    أتريد مثالا على ذلك؟ فكرْ في الإحساس بالذنب، وكما يقال بحق "عندما نلوم أنفسنا": لا أقبح من هذا التمزق الداخلي، من هذه الحالة التي لا نستطيع الخروج منها، فتشلنا إلى درجة أنها تحرمنا من أي نوع من أنواع الفرح والحبور. لكن، تصور كذلك ، أنه يوجد الآلاف "من الذنوب اللاواعية" الصغيرة التي تمر دون أن نشعر بها أو ندركها، ومع ذلك لا ينتج عنها أقل آثار مخربة، فكرْ فيها بصفتها "قوة". بهذا المعنى يحدث في بعض الرياضات، حيث "يمسك المرء ضرباته" بدلا من أن "يطلقها"، كما لو أنه يتملكه ندم دفين، ورهبة لاواعية منقوشة على جسده.
    ليست إرادة القوة هي إرادة الحيازة على السلطة، وكما يقول نيتشه هي "إرادة الإرادة"، الإرادة التي تريد نفسها، تريد قوتها الخاصة، ولا تريد أن تكون بالمقابل ضعيفة بواسطة التمزق الداخلي، والإحساس بالذنب، والصراعات التي لا تنتهي إلى حلول صائبة. إنها تتحقق فقط في "الأسلوب العظيم" وبواسطته، في نماذج الحياة التي نقطع فيها مع الخوف والندم والحسرة، ومع كل التوترات الداخلية التي تنهكنا، و"تثقلنا"، وتمنعنا من العيش بخفة وبراءة "راقص".
    لنر عينيّا على ما يمكن أن يدل ذلك.

    (يتبع)

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 12:52 am