قيل أنه سئل عن التصوف، وهو مصلوب فقال: هي نفسك إن لم تشغلها شغلتك. قلت:
في لا بد لها من أن تشغل، فإن لم تشغلها بالطاعات ووظائف العبادات شغلتك بالخواطر
المذمومات الموقعات في الهوى والآفات. ومن الشعر المنسوب إليه على اصطلاحهم:
سكوت ثم صمت ثم خرس وعلم ثم وجد ثم رمس
فطين ثم نور ثم نار وبرد ثم ظل ثم شمس
وحزن ثم سهل ثم قفر ونهر ثم بحر ثم يبس
وسكر ثم صحو ثم شوق وقرب ثم وصل ثم أنس
وقبض ثم بسط ثم محو وفرق ثم جمع ثم طمس
وأخذ ثم رد ثم جذب ووصف ثم كسف ثم لبس
عبارات لأقوام تساوت لديهم هذه الدنيا وقلس
وأصوات وراء الباب لكن عبارات الورى في القرب همس
وآخر ما يؤول إليه عبد إذا بلغ المداحيض نفس
لأن الخلق خدام الأماني وحق الحق في التحقيق قدس
ومما نظمه أيضاً على اصطلاحهم وإشاراتهم قوله:
لا كنت إن كنت أدري كيف كنت ولا لا كنت إن كنت أدري كيف لم أكن
أرسلت تسأل عني كيف بت وما لاقيت بعدك من هم ومن حزن
وقوله أيضاً:
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
وقوله أيضاً في كتابه إلى أبي العباس بن عطاء:
كتبت ولم أكتب إليك وإنما كتبت إلى نفسي بغير كتاب
وذاك لأن الروح لا فرق بينها وبين محبيها بفصل خطاب
وكل كتاب صادر منك وارد إليك فلا يحتاج رد جواب